اخبار

البحرين تشارك الأشقاء في الكويت احتفالاتهم بالعيد الوطني وذكرى عيد التحرير

تمثل‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬علامة‭ ‬مضيئة‭ ‬ومبعث‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لطالما‭ ‬ميزّت‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬دوناً‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬تحتفل‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذكرى‭ ‬عيد‭ ‬التحرير‭ ‬التي‭ ‬تصادف‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬تحظى‭ ‬باحتفال‭ ‬واهتمام‭ ‬رفيع‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭.‬

وتشارك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬الـ‭ ‬63‭ ‬وذكرى‭ ‬عيد‭ ‬التحرير‭ ‬الـ‭ ‬33‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬وطنية‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬تاريخاً‭ ‬مشرفاً‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬والوحدة‭ ‬والتضحية‭ ‬والتفاني‭ ‬والولاء‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وبناء‭ ‬الوطن‭.‬

وترتبط‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشقيقتها‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بتاريخ‭ ‬عريق‭ ‬ممتد‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬والنسب‭ ‬والمصاهرة،‭ ‬وسبقت‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬دُشنت‭ ‬رسمياً‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬عام‭ ‬1971م‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وهي‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬وراسخة‭ ‬غرس‭ ‬جذورها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬قبل‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬وانصهرت‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة‭ ‬جمعت‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬والإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وأصالة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ووحدت‭ ‬الموقف‭ ‬والرؤى‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك‭.‬

ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الخصوصية‭ ‬في‭ ‬العلاقات،‭ ‬مثلت‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬نموذجاً‭ ‬للتنسيق‭ ‬الرفيع‭ ‬والتشاور‭ ‬المستمر‭ ‬حيال‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬البينية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬وبحث‭ ‬سبل‭ ‬الدفع‭ ‬بتلك‭ ‬العلاقات‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتقدم‭ ‬والإنجاز‭.‬

وتعد‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري،‭ ‬انعكاساً‭ ‬لعمق‭ ‬ومتانة‭ ‬ورسوخ‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يخصها‭ ‬بالزيارة‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬ما‭ ‬حمل‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خصوصية‭ ‬وتفرد‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬البحرينية‭ ‬–‭ ‬الكويتية‭.‬

كما‭ ‬جاء‭ ‬تقليد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬بقلادة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الممتازة‭ ‬تقديراً‭ ‬لجهود‭ ‬سموه‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬ترجمة‭ ‬للأخوة‭ ‬الصادقة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭ ‬وتطلعها‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬والتكامل‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

وقد‭ ‬عبر‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬المتميزة،‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬البيان‭ ‬أهمية‭ ‬وضرورة‭ ‬الدفع‭ ‬بتعزيز‭ ‬أفق‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬لاسيما‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والأمنية‭ ‬منها،‭ ‬حيث‭ ‬أشاد‭ ‬الجانبان‭ ‬بنمو‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬والكويتية،‭ ‬وعزم‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬استكشاف‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المشتركة‭ ‬وتطويرها‭.‬

كما‭ ‬أعرب‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬عن‭ ‬أمنياته‭ ‬بأن‭ ‬تُسهم‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬العادية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تستضيفها‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬المقبل‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكثيرة‭ ‬المحيطة،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لصالح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬

ويمثل‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المحاور‭ ‬المهمة‭ ‬الآخذة‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬والتصاعد،‭ ‬كثمرة‭ ‬لأعمال‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬برئاسة‭ ‬وزيري‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬ونتج‭ ‬عنها‭ ‬توقيع‭ ‬البلدين‭ ‬عشرات‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬وبرامج‭ ‬العمل‭ ‬التنفيذية‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

وبينما‭ ‬تحقق‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬نمواً‭ ‬وازدهاراً‭ ‬على‭ ‬شتى‭ ‬الأصعدة‭ ‬والميادين،‭ ‬تواصل‭ ‬بالتوازي‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬الحيوي‭ ‬والمؤثر‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفاله،‭ ‬وشكل‭ ‬نهجاً‭ ‬وسلوكاً‭ ‬أصيلاً‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تستكمل‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬دولة‭ ‬الحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحالية‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مواقفها‭ ‬الثابتة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قضايا‭ ‬الإنسان‭ ‬والتنمية‭ ‬والإغاثة‭ ‬للشعوب‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬حاملة‭ ‬رسالة‭ ‬لا‭ ‬تحيد‭ ‬عنها،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والتنمية‭ ‬ركائز‭ ‬للأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.

اظهر المزيد
إغلاق