اخبار
في «حوار المنامة».. لا صوت يعلو فوق صوت غزة البحرين تدعو إلى مؤتمر دولي لإحياء عملية السلام
سيطر العدوان الإسرائيلي على غزة على فعاليات جلسات حوار المنامة أمس، إذ دعا د. عبداللطيف الزياني وزير الخارجية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بحضور الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة الأمم المتحدة من أجل إحياء عملية السلام في المنطقة، مؤكدا ضرورة التوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بناء على حل الدولتين، مشددا على أن كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء في افتتاح مؤتمر حوار المنامة أكدت بكل وضوح موقف مملكة البحرين المبدئي الثابت من الوضع المأساوي في غزة، وإدانة قتل المدنيين الأبرياء، الداعي إلى وقف التصعيد الأخير، والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والخدمات الأساسية، وإطلاق سراح المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن، والعمل معًا لإنهاء هذه الحرب.
بدوره أكد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أن النزاع الحالي لم يبدأ في 7 أكتوبر بل هناك تاريخ طويل وراء هذه الحرب وسط غياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية، فيما تساءل وليد الخريجي نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية عن دور المجتمع الدولي ومؤسساته في تقريب أفق حل الأزمة.
من جانبه قال الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية في تصريحات على هامش «حوار المنامة» إن اللجنة الوزارية المكلفة من قبل القمة العربية الإسلامية غير العادية ستبدأ أولى جولاتها الدولية إلى عواصم عالمية غدا الإثنين من الصين، بهدف الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وسرعة دخول المساعدات وإنهاء الحرب التي تشن على غزة في أسرع وقت.
من جانبه قال سمو الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة: «جميعنا فشلنا في حل القضية الفلسطينية والحرب هي علامة هذا الفشل. من الواضح أنه بدون إعمال حق الفلسطينيين في تقرير المصير فإن هذه المنطقة لن تنعم بالسلام أبدًا».
حرب غزة «تخيم على جلسات حوار المنامة»
«7 أكتوبر.. والعدوان على غزة» كان العنوان الأبرز لأربع جلسات شهدهما اليوم الثاني من فعاليات حوار المنامة، حيث بدأت جلسات أمس بجلسة «الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر»، بمداخلة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذى أكد أن النزاع الحالي لم يبدأ في 7 أكتوبر بل هناك تاريخ طويل وراء هذه الحرب وسط غياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية، فيما أشار تساؤل وليد الخريجي نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية عن دور المجتمع الدولي ومؤسساته في تقريب أفق حل الأزمة، في الوقت نفسه اعتبر منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك أن نية حماس في 7 أكتوبر كان قلب مستقبل استقرار وتكامل السلام، وصف ما قامت به أسوأ أعمال عنف حدثت ضد اليهود منذ المحرقة.
فيما شهدت الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان «التنافسية الدولية» دعوة بحرينية أطلقها وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني إلى المجتمع الدولي لعقد قمة عالمية لإحياء عملية السلام في المنطقة، محذرا من أن عدم الالتزام بالدبلوماسية واحترام القانون الدولي سيؤدي إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، بينما قال وزير الدولة في مكتب الخارجية الاتحادية الألمانية توبياس ليندنر، إن ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية عن المحرقة، ووجود إسرائيل بالنسبة إلى ألمانيا مسألة غير قابلة للتفاوض، مشيرا إلى أن إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها.
في جلسة التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي
وزير الخارجية: التكامل الاقتصادي يسهم في تعزيز التعايش السلمي وإنهاء الصراعات
أنور قرقاش: إعطاء الأولوية للدبلوماسية والاقتصاد للوصول إلى الاستقرار
دعا وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني الى عقد مؤتمر دولي للسلام بحضور الولايات المتحدة ومشاركة الامم المتحدة من أجل إنشاء عملية سلام في المنطقة، مؤكدا خلال الجلسة الحوارية الثانية في حوار المنامة، ضرورة التوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشاد وزير الخارجية، بمضامين كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، في افتتاح مؤتمر حوار المنامة مضيفا إن سموه أكد بكل وضوح موقف مملكة البحرين المبدئي الثابت من الوضع المأساوي في غزة، وإدانة قتل المدنيين الأبرياء، والداعي إلى وقف التصعيد الأخير، والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والخدمات الأساسية، وإطلاق سراح المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن، والعمل معًا لإنهاء هذه الحرب.
وقال إن صاحب السمو ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء أوضح أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب حل الدولتين، الذي يعترف ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني إلى دولة قابلة للحياة وآمنة ومستقلة حيث يمكنهم تنمية حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وبدون ذلك ستبقى المنطقة على حافة الصراع وعدم الاستقرار.
وقال إن منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، عانت من تاريخ طويل وشاق، من المنافسة الدولية على الأرض والموارد والنفوذ، والتي استمرت على مر القرون من دول داخل الشرق الأوسط وخارجه، مستخدمة مجموعة واسعة من الاستراتيجيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
وقال إن تلك المنافسة أدت إلى معاناة دول المنطقة وشعوبها من الصراعات المتواصلة، وعدم الاستقرار، والمعاناة الإنسانية المؤلمة، وحرمان الشعوب من الفرصة لتحقيق إمكاناتهم بالكامل، مشيرًا إلى أن هذه المنافسة لا تزال مستمرة، وأصبحت أكثر تعقيدًا وأكثر ديناميكية وشمولاً.
وأكد ان العالم في حاجة إلى إطار من المبادئ والقيم المشتركة التي يمكن أن توجه تصرفات جميع الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تؤمن بأهمية الاحترام المتبادل والحوار والتسامح، مؤكدًا أن هذه القيم حاسمة في إدارة المنافسة العالمية وخلق السلام والاستقرار والازدهار، ليس في المنطقة فحسب، بل خارجها أيضًا.
وأضاف أن هذه القيم سوف تساعدنا ليس في الحفاظ على علاقات جيدة مع جيراننا وشركائنا فحسب، بل أيضًا في تشكيل مشاركتنا البناءة مع المجتمع الدولي الأوسع، استنادًا إلى المبادئ الدولية السامية مثل احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب عن قناعته بإمكانية إعادة توجيه المنافسة في اتجاه إيجابي في منطقتنا وخارجها من خلال تعزيز هذه القيم والمبادئ والدفاع عنها على نطاق عالمي، وإظهار أهميتها لجميع الدول والمجتمعات والشعوب، باعتبارها فرصة للتعاون والتآزر وتحقيق منافع متبادلة وحلول مشتركة.
وأشار إلى أن التحديات في الشرق الأوسط عميقة الجذور ومعقدة، داعيًا إلى تحديد المواضيع والقضايا الرئيسية التي يجب معالجتها لتحقيق مستقبل أفضل، وفي مقدمتها إيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي لا تزال أهواله تتكشف أمام أعيننا، مؤكدًا أهمية وقف التصعيد في قطاع غزة فوراً، وضمان حماية المدنيين، ووقف إطلاق النار وتسهيل الإغاثة الإنسانية.
كما أكد ضرورة معالجة وجود الجهات الفاعلة العنيفة غير الحكومية والجماعات الوكيلة في جميع أنحاء المنطقة، والتي تسهم في زعزعة الاستقرار ونشر الطائفية وتزيد التوتر، موضحًا أن نزع سلاحهم والحد من نفوذهم من شأنه أن يعزز سيادة القانون، ويقوي مؤسسات الدولة، ويكرس الحكم الشامل، مما سوف يوفر بيئة أكثر استقرارًا وأمنًا للجميع.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الاعتماد المتبادل بين دول المنطقة يكتسب أهمية بالغة لتحقيق شرق أوسط مستقر وآمن، وذلك من خلال تعزيز التكامل الاقتصادي، وإقامة المشاريع المشتركة، والتوسع التجاري، والتعاون عبر الحدود، مما سوف يتيح لشعوب دول المنطقة الاستفادة من الموارد والخبرات والفرص المشتركة، مؤكدًا أن الاعتماد المتبادل سوف يسهم بالتالي في الازدهار الشامل للمنطقة، وتعزيز التعايش السلمي، وإنهاء الصراعات.
بدوره قال د. أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة ان ما تمر به المنطقة من حرب قائمة في غزة حاليا يجعلنا امام ازمات خطيرة جدا على المستوى الامني يتطلب التطلع الى الاستقرار في المنطقة، مضيفا اننا لم نعرف حتى الان انعكاسات هذه الازمة على العلاقات الدولية.
وقال اننا كما رأينا خلال الشهر الماضي انه من الخطأ الا نعمل على اطار سياسي للوصول الى حل الدولتين على مستوى الحدود واللاجئين والقدس الشرقية، معتبرا ان الاحتواء قد فشل، وان الوضع في غزة اصبح كالحائط المسدود وبعد هذا التدهور للوضع في المنطقة، فإن هذه التبعات على مستوى العلاقات الدولية قد تشير الى ما يمكن ان يتحول الى ازمة كبيرة جدا على مستوى النظام العالمي اذا لم يتم تصحيح المسار، وان هذا الامر قد يؤدي الى توجهات تلقائية تزيد من الامر صعوبة.
وذكر أنه في ظل عدم الاستقرار في الشؤون العالمية والتنافسية المتزايدة عالميا فمن المهم على الشرق الاوسط الاستمرار في ايجاد مسار للازدهار والاستقرار والسلام لأوطاننا، الا ان حرب غزة قد اوقفت جهود التقدم في المنطقة، وبالتالي يجب ان نعمل معا من اجل الوصول الى حلول مستدامة وخفض التصعيد والاستمرار وبذل الجهود الاضافية من خلال النهوض بمخططاتنا والالتزام بالاستقرار في المنطقة والعمل مع الشركاء والاصدقاء واعطاء الاولوية للدبلوماسية والشراكة والتركيز على الامور الاقتصادية التي تعمل على استمرارية دولنا والوصول الى الاستقرار المشترك الذي يعود بالفائدة على الجميع.
من جانبه قال وزير دولة في مكتب الخارجية الاتحادية الالمانية توبياس ليندنر اننا نواجه عددا كبيرا من التحديات، ومنذ 7 اكتوبر راينا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واصفا هجوم حماس بالهجمات البربرية ضد اليهود والمسحيين والعرب وضد الاطفال والنساء والمسنين، مضيفا ان الاسرائيليين تعرضوا للقتل والاختطاف من قبل حماس، وفي نفس الوقت راينا الفلسطينيين يخرجون اطفالهم من تحت الانقاض وشهدنا كارثة انسانية كبيرة، مؤكدا اهمية المساعدة الانسانية للجميع في كل مكان، ومحاولة ايجاد حل سياسي لوضع حد لإراقة الدماء.
واشار الى ان ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية عن المحرقة ووجود اسرائيل بالنسبة لألمانيا هو مسألة غير قابلة للتفاوض، مشيرا الى ان اسرائيل من حقها ان تدافع عن نفسها من الارهاب ضمن حقوق القانون الدولي.
وطالب باستهداف حماس وليس الفلسطينيين المدنيين، معتبرا ان حماس تستخدم المدنيين الفلسطينيين والرهائن كدروع بشرية وتقوم بتغذية الارهاب استنادا الى ايديولوجيتها، داعيا الى الوقوف من اجل الفلسطينيين والاسرائيليين، قائلا: إن ما نتفق عليه هو ان المعاناة الانسانية في غزة والضفة واسرائيل عليها ان تتوقف، وان القرار الذي اعتمده مجلس الامن يؤكد ان عددا كبيرا من النساء والاطفال قد قتلوا، وان الارقام فعلا مقلقة، والسكان في غزة بحاجة الى المساعدات الاساسية كالمياه والاغذية والادوية.
واكد المسؤول الالماني انه على اسرائيل ان تظهر المزيد من المرونة، مضيفا ان الفرصة في السلام بين إسرائيل وجيرانها، كما يجب ألا يتم تدمير جهود التطبيع كالاتفاق الابراهيمي الذي كان نتيجة جهود طويلة.
ولفت الى ان جهود إطلاق الرهائن ومنع العنف من الانتشار لا يمكن ان تنجح الا اذا عملنا مع بعضنا البعض بفضل دول الخليج العربي والعمل على إيجاد حل الدولتين، مشيرا الى انه من دون التزام دول الخليج نعتبر ان حل الدولتين لا يمكن ان يطبق، معربا عن تقديره للدور الاساسي لدول الخليج والدول العربية وقمة الرياض التي شكلت خطة في هذا الطريق.