اخبار
مجلس عائلة الكوهجي.. دور الشركات في رد الجميل للوطن
عبدالغفار الكوهجي يكشف لماذا اعترض أهالي الحورة على هدم جامع «أبو بكر الصديق»؟
زهير الكوهجي: على الشباب ألا يخشى الفشل وأن يبحث عن بداية نجاحه
رئيس مجلس إدارة هيئة التأمين: استثمارات الهيئة سليمة.. ونستمع لمقترحات النواب
ننتظر نتائج التحقيق حول برنامج «خطوة».. وزيادة المتقاعدين مرتبطة بالوفورات
تغطية: أحمد عبدالحميد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
مجلس عائلة الكوهجي مجلس مترامي الأطراف، يعج بالزوار من مختلف أطياف المجتمع البحريني، وكذا يستقبل السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، إضافة إلى الحضور اللافت لرجال الأعمال وأعضاء مجلسي الشورى والنواب.
يتميز هذا المجلس العامر باتساع أركانه، وهو ما يخلق العديد من الحوارات الجانبية المختلفة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، كما يتميز بوجود حضور مميز من الشباب والناشئة الذين يحرصون على اقتفاء آثار الآباء والأجداد في إحياء العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة المتمثلة في المجالس الرمضانية.
فريق «أخبار الخليج» بقيادة الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير حرص على زيارة مجلس عائلة الكوهجي بالجنبية والالتقاء بزواره من داخل البحرين وخارجها وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودار حديث مطول بين رئيس التحرير والسيد سالم بالحمر رجل الأعمال السعودي حول التطورات التي تشهدها الشقيقة الكبرى، وكذا المشروعات الاقتصادية الضخمة التي يتم إعلانها هناك.
المسؤولية المجتمعية للشركات
في بداية اللقاء تحدث عميد العائلة السيد عبدالغفار عبدالرحيم الكوهجي عن أهمية المسؤولية المجتمعية لشركات القطاع الخاص ودورها في خدمة المجتمع، إذ تطرق إلى تجديد وتوسعة جامع «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه بالحورة على نفقة عائلة الكوهجي بإشراف من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت بناءً على الأمر الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بشأن المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وفي إطار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بإطلاق خطة لتطوير الجوامع والمساجد في كافة محافظات مملكة البحرين، وبالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك واحتفالات البلاد باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم.
وحول أسباب اختيار هذا الجامع أوضح عبدالغفار الكوهجي أن جامع «أبو بكر الصديق» مرّ على إنشائه أكثر من 45 عاما، ويعتبر منارة من منارات التعليم الديني في البحرين، وكان يتردد عليه الكثير من طلبة العلم بالمملكة، وكشف عن أنهم كانوا يفكرون في بداية الأمر في هدم الجامع وإعادة بنائه من جديد، ولكن أهالي المنطقة وعديد من الدارسين به اعترضوا على هذا الأمر، وشددوا على أن هذا المسجد بات معلما تاريخيا لمنطقة الحورة.
وأضاف: لذلك حافظنا على العمارة الخارجية والداخلية للجامع، وتم التركيز على توسعته وتجديده وتجهيزه بشكل كامل، إذ إن جامع أبو بكر الصديق يقع في منطقة الحورة على أحد أهم الشوارع التجارية في مملكة البحرين، ويعود تاريخ إنشائه الأول إلى عام 1402هـ بما يوافق عام 1982م، على نفقة عائلة الكوهجي.
وشدد عميد عائلة الكوهجي على أن المسؤولية المجتمعية أمر واجب على كل فرد وتاجر في البلاد، من خلال التركيز على النشاطات المجتمعية المختلفة من تعليم أو اهتمام ورعاية دور العبادة والمستشفيات، لافتا إلى أن عائلة الكوهجي تحرص على أن توجه أنشطتها في هذه المجالات بما يخدم المجتمع البحريني.
وأكد عبدالغفار الكوهجي أن المجالس الرمضانية مناسبة مهمة للمجتمع البحريني الذي يحرص عليها من عام إلى آخر، إذ تتيح فرصة الالتقاء بين أفراد المجتمع بعيدا عن الانشغالات الحياتية الممتدة على مدار العام.
وقال: «وجود هذه المجالس فرصة للتواصل مع بعضنا بعضا، ومناقشة عديد من الموضوعات، في فرصة لا تتكرر كثيرا بسبب الأشغال والأعمال التي تسيطر علينا».
وبشأن رؤيته للمستقبل، اختتم عبدالغفار الكوهجي حديثه قائلا: «نحن دائما متفائلون بالمستقبل».
ردُّ الجميل للوطن
بدوره أكد السيد زهير إسحاق عبدالرحيم الكوهجي أن المجالس الرمضانية لها أثر كبير في التقارب بين العوائل البحرينية، وهي من الميزات التي تميز مملكة البحرين عن بقية دول الخليج الأخرى.
وحول حرص العائلة على الاضطلاع بمسؤوليتها المجتمعية، قال زهير الكوهجي إننا نرى هذا نوعا من الواجب لرد الجميل للوطن.
ودعا الشباب إلى التفاؤل بالمستقبل، لافتا إلى أن غير المتفائلين هم من أصحاب النظرة السوداوية التي لا تسهم في تحقيق البناء والتنمية، مشددا على أن الانسان المتفائل هو القادر على الإبداع والتطوير.
وعن الأجيال الجديدة أوضح زهير الكوهجي أن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا مؤثرا في عقلية الأجيال الجديدة، ويبقى للتنشئة دور حيوي في توجيه هذه الأجيال للاستفادة من هذه الوسائل من دون الوقوع في براثن أضرارها، مشيرا إلى أن الأجيال الجديدة أمامها فرصة أسهل للنجاح في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن، لأن تتيح له فرص الوصول التي لم تكن متوافرة في السابق، ولكن عليهم الاجتهاد للوصول إلى أفكار إبداعية ومبتكرة تساعدهم على النجاح والتميز، مشددا على أن الشباب لا يجب أن يخشى من الفشل في أولى تجاربه، لأن كل تجربة هي بمثابة فرصة للتعلم واكتساب الخبرات حتى يصل إلى نقطة الانطلاق الصحيحة.
المجالس الرمضانية «برلمان مصغر»
كما تحدث السيد محمد عبدالجبار الكوهجي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، مؤكدا أن المجالس الرمضانية هي بمثابة «برلمان مصغر» بمعنى الكلمة، إذ تتيح الفرصة للالتقاء مع المسؤولين والتجار والتشريعيين، والمجالس الرمضانية تنقل نبض الشارع والسوق مباشرة، حيث يوجد الخبراء في كل المجالات.
وشدد على أن مجالس البحرين لها دور كبير في المجتمع البحريني، ونحن كقطاع خاص نشعر بتفرد وتميز المجالس الرمضانية من خلال استقطابها السفراء والخبراء في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن صناع القرار في المملكة هم من بادروا بإقامة المجالس، سواء جلالة الملك المعظم أو سمو ولي العهد رئيس الوزراء، ونحن نستكمل هذه المسيرة، مشيرا إلى الحرص على استقطاب الشباب إلى المجالس الرمضانية حتى يتعرفوا على عادات وتقاليد البحرين الأصيلة، ويتعلموا أساليب ومهارات التعامل فيها تطبيقا لمقولة «المجالس مدارس».
وبشأن رؤيته للمستقبل، قال محمد الكوهجي: إنني شخص متفائل بطبعه، حتى أيام الأزمة المالية العالمية في 2008 قلت في مقابلة مع «أخبار الخليج» إنني متفائل، واليوم أؤكد استمرار ذلك على الرغم من وجود التحديات، لكن علينا التكيف مع هذه الظروف والتحديات، وتبقى البحرين في «خير ونعمة وأمن وأمان واستقرار».
وشدد على أهمية انتهاج وسائل وطرق جديدة للتعامل مع التحديات وعدم الاستناد إلى الوسائل القديمة، قائلا: الأمور تغيرت وهناك تحديات، ولكن لا تتوقع أن ما قمت به في التسعينيات قد يصلح في عام 2024، ويجب أن تتغير المعايير والتفكير في التعامل مع التحديات.
وبشأن المقومات التي تمتلكها البحرين للمنافسة إقليميا شدد النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة التجارة على أن مساحة البحرين الصغيرة تساعدها في سرعة الحركة، وتؤهلها لتحقيق قفزات نوعية.
الوجهُ الاقتصادي للمجالس
بدوره، قال نواف محمد الكوهجي الرئيس التنفيذي لشركة «تنمو» إن مملكة البحرين محظوظة بالمجالس الرمضانية التي تقام بها بانتظام مقارنة بدول الخليج الأخرى، لأنها تسهم في التواصل بين جميع فئات المجتمع، واصفا المجالس الرمضانية بأنها «تواصل وتراحم وألفة».
وأضاف أن المجالس الرمضانية توفر الفرصة للالتقاء بين المسؤولين والمواطنين، وهي من الأمور التي نفتخر بها على مستوى المملكة، لأنها تسهم في التقارب بين جميع الأطراف.
وأشار نواف محمد الكوهجي إلى أنه بعيدا عن الوجه الاجتماعي للمجالس، هناك وجه آخر لها هو الوجه الاقتصادي؛ إذ تتيح فرصة للتشاور حول التجارة والأعمال والصفقات الاقتصادية.
ولفت إلى حرص الشباب على حضور المجالس الرمضانية باعتبارها عادة وتقليدا عريقا يحرصون على توارثها جيلا بعد جيل، لأنها تعبر عن أصالة المجتمع البحريني.
الدراسة الاكتوارية لصناديق التقاعد قريبا
وفي حضور السيد محمود هاشم الكوهجي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي كان للحديث عن الصناديق التقاعدية نصيب من هذا اللقاء، إذ تطرق محمود الكوهجي إلى بدء تطبيق نظام مكافأة نهاية الخدمة لغير البحرينيين العاملين في القطاع الأهلي، مؤكدا أن الهيئة حرصت على شرح النظام لأصحاب الأعمال من خلال عدد من اللقاءات والورش التعريفية، مشيرا إلى أن أكثر من مسؤول حكومي صرح بأن هذا النظام ليس فيه أي التزامات إضافية على القطاع الخاص، والأمر يتعلق فقط بتحصيل المكافآت شهرا بشهر حفظا لحقوق العمال وبما يضمن صرفها للعامل بطرق أكثر سهولة من القائم حاليا، مؤكدا أن هذه الخطوة تحفظ سمعة البحرين عالميا وتحد من حجم الشكاوى العمالية أمام المحاكم.
وبشأن توجيه سمو ولي العهد رئيس الوزراء بالتحقيق في إجراءات تقاعد منتسبي برنامج «خطوة» أوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي أن الهيئة تعاونت بشكل تام مع الفريق المكلف بالتحقيق من قبل ديوان الرقابة المالية والإدارية، وهذا الفريق قام أيضا بزيارة وزارة التنمية الاجتماعية، ونحن بانتظار التقرير النهائي بنتائج التحقيق، وأن أي خطأ سيتم تصحيحه، مؤكدا أن إجراءات هيئة التأمين الاجتماعي كانت تتفق مع صحيح القانون، ونحن ملتزمون بتطبيق القواعد والقوانين.
وحول الدراسة الاكتوارية الجديدة للصناديق التقاعدية أكد محمود الكوهجي أن الدراسة بدأت بالفعل، وعندما تنتهي هذه الدراسة قريبا ستعرض على مجلس إدارة الهيئة تمهيدا لرفعها إلى مجلس الوزراء، لافتا إلى أن وزير المالية أكد أمام السلطة التشريعية انتظاره نتائج الدراسة لعرضها على الحكومة ثم على مجلس النواب.
وأشار إلى أهميه هذه الدراسة المهنية التي تستند إلى المعلومات والبيانات وتحليلها بصورة مهنية دقيقة عن أوضاع الصناديق التقاعدية.
وحول الانتقادات الموجهة من أضاء النواب لاستثمار أموال التأمينات قال محمود الكوهجي إن أي ملاحظات يبديها السادة النواب نأخذها بكل جدية ونطلع عليها وندرسها ونطبق ما يمكن تطبيقه منها، مضيفا أن استثمارات الهيئة هي استثمارات سليمة وعائدها مناسب للغاية بحسب الأسواق العالمية، ولا يوجد أي قصور في استثمارات الهيئة، ولكن دائما هناك مجال للتطوير، مشيرا إلى أن الهيئة تدرس كل المقترحات النيابية بجدية وتمعن، ونحن على استعداد لأي إصلاحات تخدم صناديق التقاعد.
وتطرق إلى أن التطوير الإلكتروني الذي تم مؤخرا في هيئة التأمين جاء ليتناسب مع قرار دمج صناديق التقاعد، إذ تم إطلاق النظام الإلكتروني الجديد «تأمينات» اعتبارا من 4 فبراير 2024 لمواكبة متطلبات التحوُّل الإلكتروني للخدمات الحكومية، وعلى الرغم من ذلك لم تتأخر المعاشات التقاعدية وكذلك المدفوعات.
وبشأن عودة نسبة الـ3% الزيادة السنوية للمتقاعدين شدد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي على أن عودة الزيادة السنوية للمتقاعدين مرتبطة بتحقيق وفر في الصناديق التقاعدية، ونحن نعمل مع الحكومة على إجراء الإصلاحات اللازمة لهذه الصناديق بما يسهم في تحقيق الوفورات التي تؤدي إلى عودة منح الزيادة السنوية.
سلال رمضانية
وعلى هامش المجلس التقينا السيد هيمانت آشار الشريك الإداري لشركة «VMB» الرائدة في مجال السلع الاستهلاكية سريعة الحركة في مملكة البحرين، الذي تحدث عن حرص الشركة خلال شهر رمضان المبارك على توفير السلع الغذائية للأسر المتعففة من خلال توفير سلال غذائية تلبي احتياجاتهم خلال هذا الشهر.
ولفت إلى أن الشركة التي تأسست في عام 1907 من قبل عائلة مولجيمال قامت بالتعاون مع «أخبار الخليج» لتوزيع 300 سلة غذائية تشمل الأرز والسكر والعسل والزيت، إضافة إلى ما يقرب من 700 سلة غذائية بالتعاون مع جهات أخرى تم توزيعها في المناطق الصناعية وسترة والمنامة والحورة.
نمو مطرد بالبحرين
والتقينا بالسيد عصام الخياط رئيس التنمية الاستثمارية بالمحافظة الشمالية، الذي أكد أن مملكة البحرين تشهد نموا مطردا في مختلف محافظات المملكة تحقيقا لأهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030، منوها بدعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بوضع رؤية البحرين الاقتصادية 2050، لافتا إلى اهتمام البحرين المتزايد بالتنمية البشرية على اعتبار أن الانسان البحريني هو المحور الأساسي للتنمية على كافة الأصعدة، لأننا عندما ننهض بالإنسان سوف ينعكس ذلك على بقية المجالات الأخرى في البلاد.
وحول أبرز الفرص الاستثمارية في المحافظة الشمالية لفت عصام الخياط إلى تطوير الشوارع التجارية في المحافظة، وهو ما يؤدي إلى تعزيز الحركة السياحية بالمحافظة.