اخبار
خلال مشاركته في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب.. وزير الداخلية: قوة التعاون الأمني لا تترك مجالا لظهور أي جماعات أو كيانات تحاول زعزعة الاستقرار
استقبل فخامة الرئيس قيس سعيّد رئيس جمهورية تونس الشقيقة، أمس بالقصر الرئاسي في قرطاج وزراء الداخلية العرب، بمناسبة انعقاد الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث رحب فخامة الرئيس التونسي بوزراء الداخلية العرب منوها إلى أهمية هذه الاجتماعات في تعزيز التعاون الأمني العربي المشترك.
وقد ترأس الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وفد مملكة البحرين المشارك في الاجتماع الذي عقد أمس برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن فيصل بن محمد آل ثاني، وزير الدولة للشؤون الداخلية بدولة قطر الشقيقة، الذي تسلّم رئاسة الدورة من اللواء زياد هب الريح وزير داخلية دولة فلسطين الشقيقة رئيس الدورة السابقة.
وافتتح الدورة كمال الفقي وزير الداخلية بالجمهورية التونسية ممثلا لرئيس الجمهورية، تلا ذلك كلمة صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ثم كلمة الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب.
بعد ذلك، بدأت جلسة العمل، حيث ألقى وزير الداخلية، كلمة مملكة البحرين، وجاء فيها: يطيب لي في مستهل كلمتي أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لسيادة الرئيس قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، على تفضل سيادته بالرعاية الكريمة لافتتاح أعمال هذه الدورة. كما أتوجه بالشكر إلى الأخ اللواء زياد هب الريح وزير داخلية دولة فلسطين الشقيقة، على ما قام به من جهود مشكورة خلال ترؤسه الدورة السابقة للمجلس، معربا عن شكري للأخ الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام للمجلس وكافة العاملين بالأمانة العامة، على جهودهم الطيبة في الإعداد والتحضير لعقد الاجتماع.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، السادة الحضور، إن مجلس وزراء الداخلية العرب يُعد اليوم الفرصة السانحة لتقييم الأوضاع وتحديد المخاطر والتحديات الأمنية، وإن اجتماعنا هذا يأتي في ظل ظروف استثنائية يمر بها عالمنا العربي، مما يدفعنا إلى مزيد من التشاور وتبادل الآراء التي تهدف إلى تقوية جبهتنا الأمنية العربية، والنأي بها عن أجواء اللا أمن، ترسيخاً للشعور بالطمأنينة والأمان، وهي الغاية التي يتطلع إليها كل مواطن عربي. وإني أنتهز هذا اللقاء المبارك لكي أتحدث إليكم أيها الإخوة الأعزاء بمنظور واقعي حول الظروف المحيطة بنا، ومنها الخطر الصامت الذي يحاول غزو ومداهمة هويتنا العربية ومقاصدها، بمتغيرات فكرية سلبية دخيلة، غايتها عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصيلة والسعي إلى استبدالها بثقافة مستوردة، مثل ثقافة العنف والكراهية وافتعال صراعات داخلية تحت شعارات هدامة، مما يجعل المحافظة على هويتنا العربية هي المصدة الأولى والطريق السليم لقوتنا وصلابة أمننا واستقرار مجتمعنا. فهويتنا العربية، أيها الإخوة، تُجسد الإحساس الكلي القوي من خلال الارتباط بقواسمنا المشتركة المرتكزة على اللغة والدين والتراث والثقافة، فالهوية العربية لا تعبر عن نفسها ضمن حدود زمانية ومكانية، بل هي إطار جمعي عروبي يقوم على مفهوم الانتماء العربي، لأن الانتماء هو التأصيل الحقيقي للهوية وعصب وجودها، والتوصيف العام للهوية العربية هي أن تكون أطروحتها أمننا الاجتماعي وبالتالي لا بد من وضع الآليات المناسبة والسُبل الكفيلة للنهوض بهويتنا العربية، وأن لا تكون رهينة للظروف. بل لا بد من فتح المجال والتشجيع على تقديم المبادرات والبرامج التي يمكن أن تتبناها أمانة مجلس وزراء الداخلية العرب من أجل تعزيز الهوية العربية وتقويتها باعتبارها رمز حضارتنا والدالة على قوة ومتانة دولنا واستقرار أمننا المشترك. أصحاب السمو والمعالي والسعادة، إن قوة التعاون والتنسيق الأمني فيما بيننا، لا تترك مجالاً لظهور أي جماعات أو كيانات تحاول أن تجد لها مكاناً ودورا فوضويا، يزعزع الاستقرار وفق أجندات وأيدولوجيات خارجية، وهذا ما يدفعنا إلى التركيز على وقف أي نزيف أمني عربي عربي أولاً، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الفاعلة لمحاربة كافة أشكال الدعم للجماعات الخارجة عن القانون من خلال توحيد وتضافر الجهود لمواجهتها، حفاظا على الأمن والاستقرار. وفي الختام، أتمنى لأعمال هذا المجلس، التوفيق والنجاح والخروج بنتائج تساهم في تعزيز الاستقرار وترسيخ القيم ودعم الأمن العربي.
وقد بحث وزراء الداخلية العرب، عددا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومشاريع القرارات المقترحة بشأنها، ومن بينها مشروع خطة أمنية عربية حادية عشرة ومشروع خطة إعلامية عربية تاسعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة ومشروع خطة مرحلية ثامنة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية، فضلا عن استعراض التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2023م، ونتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية، إضافة إلى عدد من المواضيع الأخرى المهمة، حيث تم اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
في سياق متصل، عقد الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، سلسلة من اللقاءات الجانبية مع عدد من نظرائه من وزراء الداخلية العرب. فقد التقى الوزير الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مؤكدا العلاقات التاريخية والأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين والحرص المتبادل على تعزيز آفاق التعاون الأمني في مختلف المجالات.
كما أعرب خلال اللقاء عن تقديره للمواقف الطيبة والمشرّفة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تجاه مملكة البحرين.
وتم خلال اللقاء بحث آفاق التعاون والتنسيق الأمني في ضوء نتائج اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة بين وزارتي الداخلية في البلدين الشقيقين.
في ذات السياق، التقى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية الشقيقة، مشيدا بعمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، والعمل على تعزيز آفاق التعاون الأمني في مختلف المجالات لحماية المصالح المشتركة والحفاظ على الأمن والاستقرار.
وتم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون والتنسيق الأمني واستعراض النتائج التي توصلت اليها اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى الموضوعات والسبل الكفيلة بتطويرها خلال المرحلة المقبلة.
كما التقى وزير الداخلية، مازن عبدالله هلال الفراية وزير الداخلية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، مشيدا بالعلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وقد تم بحث عدد من الموضوعات والمسائل الأمنية، في إطار تعزيز التعاون والتنسيق والبناء على ما تم تحقيقه في مسيرة التعاون الأمني انطلاقا من حرص الجانبين على تعزيز العمل المشترك من خلال اللجنة الأمنية المشتركة، بهدف الارتقاء بالأداء لمواجهة التحديات الأمنية والمتغيرات المتسارعة على الساحة الإقليمية والدولية.
وضمن سلسلة اللقاءات الثنائية التقى وزير الداخلية القاضي بسام مولوي وزير الداخلية والبلديات بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، حيث تم بحث عدد من المستجدات على الساحة الأمنية في إطار التعاون والتنسيق الأمني، بالإضافة إلى الموضوعات والسبل الكفيلة بدعم علاقات البلدين في المجال الأمني.
رافق وزير الداخلية، خلال زيارته إلى تونس، وفد يضم سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية التونسية، وعدد من المسؤولين بالوزارة.