الثقافة والفن
كلّ جميل مَلأ النّفس حُسنه كان فنًّا

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
غالبًا ما نترك أقلامنا تعبر عن ما في جُعبتنا، نترك الأقلام لِتنسُجَ أجمل الرسوماتِ لأوجاعنا و أفراحنا، ، الكلامُ لا يكاد أن ينتهي، ولا الأفكارُ تأبى أن تنفذ…
رحم الله الشّاعر والأديب أحمد شوقي حين قال:
“قِيلَ ما الفنّ قُلت كلّ جميل مَلأ النّفس حُسنه كان فنًّا”
فإن الإنسان لديهِ القدرة الكاملة لأن يصِل لما يُريد تحقيقه من خلال المهارات المشحونة والعواطف والاحساس والميول فمن الطبيعي تنوع الشغف مثل الفنون والموسيقى والرياضة والرسم والكتابة
،الهوايات هي تفريغ لما تعتريه الروح من شحنات يمكن تفريغها بشكل سلوكي منضبط وموجه، كالرسم مثلًا رغم تنوعه إلا أن هناك الكثير مِمَن يستمتع في رسم أبسط التفاصيل الصغيره والدقيقة وذلك بهدف تفريغ الطاقه السلبية، وأيضًا للأستمتاع بمسك الفرشاة، و إحياء الورقة بيضاء بالفن والإبداع، أما أنا فكانت تجربتي فالرسم عندما كنت في المرحلةِ الإبتدائية، كان مجرد حُبٍ لإمساك القلم، وملئ الورقة برسم الشخصيات الكرتونية، وعند مرور السنين عند وصولي للمرحله الإعدادية أصبحتُ أرسم بشكلٍ مستمر، وكنت أعشقُ التنافس الذي كان يكون بيني وبين الاصدقاء، ولكن في فترة دخولي للمرحلة الثانوية أصبحتُ أوجهُ نظري الكامل، واهتمامي التام لحياتي الدراسيه، كنتُ أهتم للمستقبل وأنظرُ بصورةٍ بعيدة لأصل إلى أهدافي، عند انتقالي لمدرسة اخرى أصبحت أكثر هدوءاً و افضل الرسم اكثر من النقاشات والتعرف على الاخرين وكنت استخدمه للتعبير عن ما يحدث حولي وداخلي، صِرتُ مُحبةً للرسم بشكلٍ جنوني ،وبعد مرور الايام عندما هاجمتنا جائحة كورونا، حدثت الكثير من التغييرات والإجراءات اللازمة لوقايتنا من هذا الفايروس، وتحولت الدراسة عن بعد، وأصبح الروتين معتادًا ومملًا بعض الشيء، فقررت أن أعود لأحضان الرسم، وكنتُ مشوحنةً بالشغف والحب، حتى أدركتُ بأن هنالك عالمًا واسعًا جميلًا ومتنوعًا للرسم، فللرسم أنواعٌ كثيرة، وبما أني أُحِبُ جذبني الرسم بالحبر الأسود، الألوان المائية، الأكرليك، مارستُ الرسم الهندسي والتخطيط واجدتهما جيدًا، وجربتُ أيضًا رسم البورتريه، كان الرسم الهندسي ياخذ مني مجهوداً بسبب وجوب الدقة العالية في المقاييس وضرورةِ توازن الألوان، الظل والكثير من الأمور الأُخرى، اما عن رسم البورتريه عانيتُ من إختلاف آراء الشيوخ الدينية فهناك من قال أن رسم الارواح حلال وهناك من قال حرام ، ولا أنسى الداعم الكبيرُ لي، والدي العزيز، فعندما رآني والدي أصبحتُ مُحبةً للرسم بصورةٍ واضحة وكبيرة، شجعني ودفعني لأن أمضي في هذا الدرب وأغوصُ فيهِ أكثر وأكثر، وفر لي والدي الأقلام بأنواعها، واللوحات بأحجامها وجعل لي في المنزل مرسمًا للرسم فيه وكان هذا من المحفزات التي دفعتني لإكمال وتنمية هذه الهواية الساحرة، وللوصول للأمام والتقدم نحو الأفضل ، أما عن أصدقائي وباقي أقاربي فكانوا داعمين لي بالكلمات الطيبه والمشجعة وتعبيرهم للوحة والإقتراحات العديدة لفتح مشاريع صغيره ممكن تنمية الهوايه منها لكن كنت أُفضلُ الرسم بحسب تفرغي ومزاجي أكثر من الإلتزام ، وعند غوصي في أعماق هذه الهواية، أصبحتُ أُريد أن أُكملَ هذا الطريق مهما كان طريقهُ طويل.
مع وصولنا للخاتمة أرجو أن يكون قلمي قد أوفى بما قد خطر على عقلي بمواقف وتجارب و استخلاصًا يجب على كل من يرى أن لديه شغف لشيء أن يطوره بدون أي تردد وأرجو أن يستفيد كل من يهمه هذا الموضوع بهذا المقال، وبهذا أكون قد أنهيت هذا الحديث، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم فردوس شاجرة